طارق عبدالوهاب: رمضان شهر الانتصارات الكبرى وجنود مصر في حرب شرسة ضد جنود الظلام
في ملتقى الفكر الإسلامي
الدكتور / طارق عبدالوهاب
رمضان شهر الانتصارات الكبرى
وجنود مصر في حرب شرسة ضد جنود الظلام
الانتصار على النفس من أعظم الانتصارات في رمضان
الشيخ / محمود الأبيدي
رمضان شهر الصبر والنصر
و علينا أن نستلهم روح العاشر من رمضان من أجل رفعة الوطن ورقيه
برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وفي إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام ؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أقيمت مساء يوم الأحد 3/ 5 / 2020م الحلقة العاشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وجاءت بعنوان : ” رمضان شهر الانتصارات “، وحاضر فيها كل من: الدكتور / طارق عبد الوهاب وكيل مديرية أوقاف القاهرة ، والشيخ/ محمود الأبيدي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف ، وقدم للملتقى الإعلامي أ/ تامر عقل – المذيع بقناة النيل الثقافية .
وفي بداية كلمته أكد الدكتور/ طارق عبدالوهاب أن شهر رمضان شهر عظمت فيه انتصارات المسلمين الكبرى ، وعندما يذكر الانتصار في رمضان ، ينصرف الذهن مباشرة إلى الانتصارات العسكرية التي حققها المسلمون على أعدائهم في هذا الشهر الفضيل ، من يوم بدر إلى فتح مكة إلى عين جالوت إلى حرب العاشر من رمضان ، وغيرها من الملاحم الإيمانية التي كتب الله فيها النصر المؤزر لعباده المؤمنين وهذا حق ، مشيرا إلى أن جيش مصر الحبيبة يخوض حربا شرسة ضد جنود الظلام ، وإننا منصورون بإذن الله تعالى ؛ لأن جنود مصر دعا لهم النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال : ” إَذَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ مِصْرَ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدا كَثِيفا، فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ “.
كما أشار فضيلته إلى أن الانتصارات التي تحققت وتتحقق على أعداء الأمة خلال شهر رمضان منذ بدء الرسالة ، هي نتيجة القوة الإيمانية والتربية الروحية والسلوكية التي يتعلمها ويتدرب عليها المسلمون في عباداتهم وخصوصا في مدرسة رمضان السنوية ، مما يهيئ لهم أسباب النصر لينتصروا على أعدائهم ، مبينا أن انتصار الإنسان على نفسه وشيطانه في شهر رمضان يتحقق من خلال امتناع الصائم عن الطعام والشراب والجماع وهي حلال له ، فعلينا أن نغتنم تلك الفرصة في هذا الشهر الفضيل وأن نتقرب إلى الله (عز وجل) فيه ، صلاة وصوما ، وخشوعا ، وذكرا ، وإظهارًا لرحمة الدين الإسلامي في السلوك والمعاملة بعد إظهارها في النسك والعبادة .
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن الانتصار الحقيقي هو التحلي بالقيم والأخلاق الفاضلة ، فرمضان مدرسة الأخلاق ، فيه يتعلم الصائم ويتدرب ويمارس كل أنواع الخلق الحسن ، التي رغب فيها الإسلام وحث عليها ، وقد يجد بعض الممارسات والأفعال من الناس لتختبر فيه مدى تمسكه بحسن الخلق، سواء مع جيرانه أو أهل بيته أو زملائه في العمل ، لذلك جاء التوجيه النبوي: ( الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلَا يَجْهَلْ وَلَا يَرْفُثْ فَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ ).
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ/ محمود الأبيدي أن شهر رمضان هو شهر الصبر ، والصبر أساس الانتصارات جميعها ، حيث قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : “وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ” ، فمعركة بدر الكبرى ، وفتح مكة كانتا في رمضان ، فبعد أن أُخرج الرسول (صلى الله عليه وسلم ) من مكة لم تمر ثمان سنوات إلا وعاد إليها منتصرا في شهر رمضان الكريم ، موضحا أنه إذا كان رمضان هو شهر التقوى والصيام وشهر الصبر وتلاوة القرآن وشهر النفقة والإحسان فهو كذلك شهر الفتوحات والانتصارات إذ من الله تعالى فيه على الأمة الإسلامية بالنصر على أعدائها في كل المعارك التي خاضتها قديما وحديثا منذ عصر النبوة إلى عصرنا الحاضر ، فما من معركة من المعارك خاضها المسلمون في هذا الشهر العظيم إلا وتحقق لهم النصر على أعدائهم وكُتب لهم الغلبة والتمكين ، وفي هذا دلالة واضحة على أن رمضان ليس شهر التكاسل والتقاعس ، إنما هو شهر الجد والاجتهاد والإقبال على كل ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
كما أكد فضيلته أن للنصر أسبابا لا يتحقق إلا بها ، ومن عوامل القوة التي تساعد على النصر : الإيمان الصادق ، والعمل الصالح ، والصبر والثبات ، وتحمل المسئولية مع صدق الأخذ بالأسباب والتوكل على الله (عز وجل) ، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }، فإذا تحققت الأسباب تحقق النصر بإذن الله تعالى.
كما أشار إلى بعض الانتصارات العسكرية وربطها بواقعنا المعاصر ، ففي يوم بدر خاض المسلمون أول معركة فرق الله (جل وعلا) فيها بين الحق والباطل في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة ، وتوالت الأحداث فجاء فتح مكة وهو الفتح الأعظم في حياة الأمة الإسلامية ، ثم معركة عين جالوت ومعركة القادسية وغيرها ، وفي عصرنا الحاضر كان العاشر من رمضان أعظم ملحمة في التاريخ لخير أجناد الأرض ، والتي أعادت لمصر وللوطن العربي والإسلامي مشاعر العزة والكرامة ، وانتصرنا بفضل الله تبارك وتعالى ، وانتقلت الحروب بعد ذلك إلى حروب من نوع جديد ، ربما لا تحتاج إلى الدبابات والطائرات وإنما تغزو الأفكار والعقول فصارت حروب الجيل الرابع والخامس ، ومن خلال الشائعات صارت أصعب وأخطر ، فعلينا أن نستلهم روح العاشر من رمضان ، ونعمل بإخلاص وإتقان من أجل رفعة الوطن ورقيه .
وفي ختام كلمته وجه فضيلته التحية لجيش مصر العظيم وجنودنا البواسل ، وكذا الجيش الأبيض من أطباء وتمريض ومسعفين ، وكل من يعمل في المجال الطبي سائلا المولى تبارك وتعالى أن يحفظ مصر والإنسانية جمعاء من كل سوء وبلاء .